وصلة إشهارية للدموع....




سألني بعض قراء هذه المدونة المتواضعة ، لماذا أتكلم كثيرا في التناقضات ، و لماذا لا أطرح مواضيع أخرى تبث الراحة في النفوس...
و لم لا أكتب مقالا  لا يحتاج تركيزا ....
لما لا تكتب شعرا ...
قلت  لست من الشعراء المهرة، اسمعو بعض محاولاتي :
واأسفا على أمة لا تبالي        أيشبع ضعيفها أم يجوع 
قالو لي لا نريد شعرا في الهم ،بل  في الغزل ، عن العيون و الشفاه و القوام:
قلت فلنتغزل بهم إذا  :
عيون سود تأرق في الملاجئ      و شفاة تتجمد بأذى  الصقيع 
قوام نحيف و قلب  من لألئ          و ثدي  لا يشبع جوع الرضيع 
   

قالوا لي ما هذا نريد ، 
 أكتب إشهارا ، ينبئنا بالسعادة  و لو كانت وهمية ، إذا استهلكنا منتجا ما ، نريد أن نفرح !! لا نريد أن نفكر..

قلت:  لا أحب الإشهار ، و خصوصا لأدوات التجميل ، لا أحب المساحيق التي تحيل الوجه جنيا ( عفريتا)  ، و غالبا ما أقول إن الأصل أجمل ، يستفزني  إشهار الشامبوان، و كيف أن الشعر " المحلول" يحل كل المشاكل...  أما إشهارات القروض فتذكرني _معذرة_ بالقرود ، و هذا ليس سبا بالمناسبة، فالإنسان أصله حيوان  سائب عند أصحاب البنوك، و لو رأوك  إنسانا مكلفا من إله عظيم ، لخافو الإله و ما سلفوك ...  
  لن  أكتب  إشهارا  لمنتوج مادي استهلاكي ، بل لأمر متجاوز ، أظن أن هذا الإشهار ، هو للشيء الوحيد _ في رأيي_ الذي يحس بعده المرء بسعادة حقيقية غير مزيفة ....


قربت لوحة الحاسوب السوداء، و بدأت أخط بأناملي هذه الكلمات كأني باحث عن تلك الراحة ، كأني  أبحث عن الماء  في الصحراء ...

وصلة إشهارية للدموع ..

" تضيق بنا الأحوال ، و نفقد بعض الأمال ، فلا ملجأ حينها إلا القوي المتعال ...

صدقني ، نفسك تئن ، و قلبك يحن ، و لا مجال للخلاص .... إلا الإقبال 

الدمعة قطرة ساحرة ، تنزل من عين طاهرة ، تعلن الإفتقار  الشامل .... الدمعة  للقلوب السائرة

الدمعة مرهم جرح ،   مضادة قرح ، رافعة  روح ، الدمعة لا تنزل بل طائرة 

الدمعة ترسم طريقا فوق الخدود ، تكتب قصيدة لا تعود ، تجود على صاحبها برضا الودود ، الدمعة خاطرة أسرة 

الدمعة حزن مثير، و فرح حزين ، بكى الذين  نحسبهم أبطالا، و ضحك الأقزام و قهقهوا ... الدمعة فكرة ثائرة 

الدمع إعجاز ، و عزم على الإنجاز و توكل على الحي القيوم ، الدمعة قاطرة 

الدمعة معرفة للخالق ، و كلام عميق عن الحقائق ، الدمعة حقيقة باهرة 

أقبل على الحق ،إبك  ... ترى ما لا عين رأت "  

انتهى الإشهار ، بالإنذار... و انتهت الكلمات بالدموع... و نظرنا إلى هذه الدنيا بما يسود فيها من باطل، و استهزئنا بها و ما يباع فيها ... 

و وقفنا في سفينة نوح نرى الطوفان..
و نقول للباقي  ، اركب معنا ..

فيجيب بغرور ابن نوح (عليه السلام) ، سأوي إلى جبل يعصمني من الماء 

ثق أن طوفان المادة لا يعصم أحدا، و لا يترك سموا ، الكل سيغرق و يستقر في القاع.... 
و لا حل سوى سفينة  الأنبياء.  
ما أتعس الهارب من الغرق إلى الغرق... 
ما أتعس المستجير من الرمضاء بالنار.. 

و إني أرى قلوبا قد أشربت ...  و حان سقوطها 
" يا حسرتى على العباد" 



تعليقات

الأكثر قراءة:

حول كرة القدم ...

أخطاء شرعية فايس بوكية

نقد فكري لدورات التنمية البشرية

كيف تميز التصوف المنحرف عن التصوف السني ؟