المشاركات

عرض المشاركات من 2013

دواء الخوخ ....

صورة
هل أولئك الذين يساهمون في تربية المجتمع  فشلوا  في تربية أبنائهم ؟  هل اهتموا بنفع الناس فأهملو أسرهم ؟  هل  هذا  دليل على عدم الكفاءة   ؟  سيرا على المقولة المغربية  :  "لو كان الخوخ يداوي ، لداوى نفسه "  الذين يطرحون هذه الأسئلة غالبا ما يقعون في الخلط بين الخوخ و الإنسان ، أقصد بين المادي و الإنساني،  فالتربية عملية مركبة إلى أقصى حد ، تتدخل فيه عوامل كثيرة من الأسرة الممتدة و الأصهار و الجيران و الحي و المدرسة و الإعلام و الإستعدادات الفطرية للأبناء، و الجامعة ثم الإدارة أو الشركة أو المصنع... يمكن أن نقسم كل هذه المؤسسات إلى مؤسسات تربوية سالبة أو موجبة ، بناء على دورها في  التنشئة الصالحة أو في تجفيف منابع الإنسانية و الدين في الإنسان.  و الواقع أن معظم المؤسسات  هي الأن سالبة، و قانون الغابة هو السائد أكثر فأكثر، و المؤسسات التراحمية مثل الأسرة الممتدة ، و القبيلة و المسجد و المدرسة القديمة " الكتاب" و الزاوية تضاءل دورها في صناعة الشخصية لحساب القادمين الجدد ... فأصبحت الأسرة نووية منقطعة عن جذورها ، و أصبحت المؤسسات التراحمية الأخرى أضعف فأضع

إسلام مانديلا

صورة
مانديلا لم يكن مسلما ، و المقصود بالعنوان ليس الإخبار بإسلامه ، و إنما افتراض إسلامه ... مانديلا هو أيقونة الحرية و مقاومة العنصرية في العالم ، أيقونة نراها في الإعلام الغربي منذ نعومة أظفارنا ، و ليس الغرض من هذا المقال التقليل من تضحيات مانديلا  أو ما قدم للإنسانية ، إنما هو فقط افتراض إسلامه ، و كيف كانت ستتغير الأمور في نظرة الإعلام له ... لو كان مانديلا مسلما : لو كان مانديلا مسلما، لكان خبر وفاته خبرا هامشيا في صحف العالم ، لكان بعض كلمات في قنوات مغمورة... لو كان مسلما ، لما كان سيحضى بكل هذه القداسة ، لن يعتبر  "قديس" الحرية للعالم الغربي.   لم يكن وصف الإرهابي ليفارقه يوما ..  لم تكن لشفع له سلميته. و نضاله من أجل الإنسان.  دعونا نقارنه مع مسلم ، قدم مثل ما قدم  مانديلا أو يزيد ...   المفكر العظيم : علي عزت بيغوفيتش :  إذا استثنينا  خلفيتهم الثقافية و الدينية ، صعب  أن نعثر على فرق :  كلاهما قضى نصف حياته في السجن  كلاهما حارب من أجل الحرية كلاهما كان زعيما لشعبه و رئيس لدولة.  كلاهما دعا للتسامح بين طوائف شعبه. الفرق الوحيد هو أن بيغوفيتش حين د

سنة سعيدة ....

صورة
و شاء الله أن تكون بداية كل سنة هجرية ، مناسبة صامتة ، لا هرج فيها و لا مرج، و لا حوادث قطع طريق ، و لا أمن مستنفر ، و لا مستعجلات مليئة بالمصابين، و لا تحرش ... مناسبة تتأمل فيها حدث الهجرة العظيم و تصلي على النبي الرحيم صلى الله عليه و سلم . أما بداية السنة الميلادية [ سنتهم ] فهي يوم الصفوف على رفوف خمر و يوم القيام في العلب الليلية ، يوم يطغى فيه الإنسان و يتأله على خالقه و يرخي العنان لشهوته بلا حدود .. هذا هو الفرق بين حضارتين ، بين ثقافتين ... حضارة تهاجر ، و حضارة تعاقر ... كل إناء بما فيه ينضح ... كل إنسان بما يعتقد يصدح فإلى أيهما تريد أن تنتمي ؟ كل عام و أنتم بخير ...

أسئلة لمن لا يخشى التفكير ...

صورة
الصورة التقطت في هذا الشهر لجنود يعتدون على امرأة منقبة لمعارضتها للإنقلاب الخبر : القبض على 22 فتاة رافضة "للانقلاب"في مصر هذا خبر في صحيفة مغمورة ( مصر العربية)  ، متواري في ترتيب الأخبار، في حين تحتل الصدارة في حديث الإعلام العالمي  عن المرأة العربية قضية  " محنة" المرأة السعودية مع السياقة. مع أن معاناة النساء المصريات  أشد،مع  الإعتقال و الضرب و السجن و حالات التعذيب و مصادرة الحريات....  التعليق :  دعونا نجعل هذه المفارقة مصدرا للتأمل ... لم نسمع كلاما كثيرا و لا ضجة إعلامية توازي الربع أو الخمس فقط على اعتقال و قمع نساء مصر المعارضات للإنقلاب ، مثل ما نسمعها عن الحملة الضخمة ضد "منع السياقة" عن المرأة في السعودية... مع أن الإنتهاك للمرأة هنا أخطر و أفدح و أكثر لاإنسانية.... لماذا ؟ ألا يؤكد هذا أن الإعلام تحركه جهات و له أهداف محددة ؟ يكبر ما يريد و يصغر ما يريد ؟ يؤملك ما يريد و يشرر ما يريد ؟ ألا يدعونا هذا إلى عدم الإنسياق ورائه و التفكير في القضايا الحقيقية ؟ هل القمع تحت ثوب "علماني" مثل "

"أحد" في زماننا ....

صورة
تخيلت أن معركة أحد بتفاصيلها و موازين القوى فيها انتقلت إلى زماننا هذا ... تخيلت أنواع التعليقات التي كنا سنسمعها من العديد من الأحزاب و القوى الموجودة... سأسردها لأترك للقارئ حرية تنزيل القول على الجهة التي يرى أنها تقول به... بعد الهزيمة   ، بدأت العديد من الجهات تصرح:  بيان الجهة أ :  - 14 سنة من الدعوة انهارت في يوم . - فشلت تجربة المسلمين في الإصلاح و نشر الإسلام . - أخطاء الصحابة أودت بنا إلى الهزيمة . - منهج المسلمين في الإصلاح ليس هو المنهج الصحيح و الدليل أنهم انهزموا . المسلمين تخلو عن الدعوة في مكة و انطلقوا إلى البحث عن السلطة  في المدينة و لهذا انهزموا. فالمنهج الصحيح هو الإقتصار على الدعوة فقط . الجهة ب :  -  علينا أن نبحث عن حل توافقي مع قريش . - الحوار الوطني مع قريش يجب  أن يبدأ حالا . - الدم العربي كله حرام .  - لا سبيل لحل الأزمة إلا الحوار و الحل العنيف لن يجدي . - لسنا  مع الصحابة " الفاشلين"  و لسنا  مع قريش العنيفة  و لابد أن نجد حلا سريعا و طريقا وسطا يوقف الدماء . - ندين العنف من الجانبين . الجهة ج :  -

الإساءة للدين ...

صورة
لم أجد أشد إساءة للدين من خذلان أهله له ، و سوء خلقهم و تناقض أقوالهم و أفعالهم... لقاء يعقده بعض المتحمسات للدعوة يدعن فيه نساء عاديات من الطبيبات  بعيدات عن التدين، فيلتقف الكلمة امرأة لم تحز شهادة الباكالوريا ، و تلقي في الفتاوى و الأفكار الخاطئة بجهل مركب و أسلوب بدوي ، و هي تحسب أنها تحسن صنعا ، و يزدن سوء المجلس ببعض الغيبة في الخلق،   فيخرجن النساء مستاءات أكثر ريبة ، أقل ثقة في التدين و المتدينين  ، أكثر تصميما على البعد عنه و مجافاته لا كلمة صادقة ، و لا علم نافع ، و لا حسن خلق .... من ليس لديه أغلبهما أو  جميعها فليرحم المسلمين بصمته ...

مسؤوليتنا نحن ....

صورة
عندما شاهدنا تلك المشاهد المروعة من قتل الناس في مصر بكل برودة... و هي مشاهد ليست جديدة تماما ، لكن الجديد أننا استطعنا رصدها ، و تمكنا أن نعيش و لو قليلا ما يعيشوه المظلومون في الأرض من انتهاك صارخ و بطش بهم و كذب صراخ عليهم و حرب مادية و معنوية لا هوادة فيها... تلك اللحظات التي عشناها مع الفيديوات و مع الشهادات  و مع البث المباشر... لاشك أنها عملت في كل منا عملا جوانيا ... لقد جعلتنا ننظر إلى الدنيا باستخفاف أكبر، لقد نزلت قطرة الدم الطاهرة لكي تمسح عن أعيننا زخرف الدنيا المريضة ... جاءت دماء رابعة لكي تذكرنا في طهر منقطع النظير، أن هناك جنة و أخرة ينصب فيها ميزان العدل...  أن الدنيا لا تؤمن ، و عبادها لا يمكن أن تتصور لطغيانهم حدود، لقد كانوا وحوشا كاسرين من أجل بطونهم و أموال حرام اقترفوها ... لقد رأينا كم بلغ الشر من مجتمعنا ، و أننا نعيش مع عقارب و أفاعي لابدة في جحورها ... رأينا كم عمل الإستعمار فينا ، و كم نشر من القذارة الفكرية و الإعلامية و الإجتماعية و السياسية ....  لقد أبصرنا .......... إن لنا واجبا تجاه كل هذا ،  إن تلك الدماء الزكية  ثمن للبصيرة التي

خير مدفن ....

صورة
شرف و الله ما بعده شرفوا أن تدفن مع بالخير قد شغفوا قوم من عبير  المسك عطرهم و من أريج النور يرتشفوا هنا يقطن خير الناس  يا بلدي هنا الإيمان و العز لو عرفوا  بهم  يفرج الهم و ينكشف

طفولتنا ... و طفولتهم ..

صورة
من هذه الواحة وسط الصحراء ..أصلي ... عين الشعير ، في الجنوب الشرقي  هنا قطن أجدادي في " قصر" حصين كانوا منه يجاهدون ضد الإستعمار...على قلة السلاح و العدد.... يحكون أن إن إسمها أصبح عين الشعير، بعد سنوات قحط أعقبتها دعوة رجل صالح "ولي" من أهلها ، فنزل المطر ، و امتلأت العين و فاض مخزون الشعير ، حتى تلقبت ب" عين الشعير " ... و في طفولتي إمتلأ عقلي بالحكايات عن كرامات الأولياء في جهادهم ضد النصارى ، ( لا أدري مدى صحتها ) منها أن "سيدي مغيث " المدفون هناك خرج على الجنود النصارى بسلاحه في جوف الليل طائرا فأردى كثيرا منهم قتلى ، و منها أن الجن كان يدعم المجاهدين و يرعب الجنود الفرنسيين في الليل... و غيرها كثير و للأولياء هناك حرمة ، فمن دنس قبورهم أو اعتدى عليه ، يناله عقاب إلهي ، فيمرض أو تقع له حادثة، و يؤكد أفراد العائلة أن هذا من الواقع القريب المعاش، و ليس من الأساطير... بغض النظر عن صحة هذه المرويات أو خرافيتها ،( و في الصغر نحتاج الخيال و الخرافة)... فهي أكدت عندي في طفولتي معنا واحدا، أن المستعمر عدو و مجرم ، و أن الجهاد ضده عمل

دمعة و بسمة ...

صورة
في شدة البلاء .. تحت وقع الرصاص .. تعلوا إلى السماء روح من جثة تداس دمعة في عين ثائر تكبيرة و حماس نفس بصوت طاهر تنادي بالقصاص بالقصاص لحق بالقصاص لحلم بالقصاص لأمة لكل الناس في وسط الحريق تحرق الجلود لكن يبقى الصمود و يبقى الإيمان يخذل القريب فيبتعد يرجع الخائف و يرتعد يقرب الشهيد و يستعد للعرس يودعنا ببسمة  كل شيء  تقول عن قصة الحق و سر القبول بسمة تقول كثيرا أنهارا من الكلمات أخطأ من عاش اسيرا أخطأ الجنات

دعاة الفضائيات ....دعوة للتقييم

صورة
لمدة طويلة ساد الإعتقاد عند جموع من المتدينين أن البرامج الإعلامية الدينية  فتح مبين للدعوة... بل طرحها البعض  كبديل  عن التعليم الديني المباشر (المستهدف بقسوة من طرف الغرب  ) ، و أصبح لبعض الدعاة عن طريقها ، أتباعا و مريدين عابرين للحدود ،  و اعتبر ذلك  فتحا للإسلام و الصحوة الإسلامية ، فهو  مكن من إيصال الخطاب الإسلامي إلى بيوت عامة الناس...في قالب مشوق و مبدع فنيا ... و اليوم بعد مرور مدة لا بأس بها ، يمكننا أن نقوم بتقييم أولي ،  عن طريق ملاحظة اتجاه البرامج الدينية عامة خصوصا في  هذا الشهر الذي يموج بالأحداث ( و هي اختبار حقيقي) ، حيث نسجل الملاحظات التالية : - خطاب عدد من الدعاة ( الإعلاميين ) معرض عن معاني الظلم و العدل و الحق ، و مغرق في معاني "التقدم" و "الرحمة " و " التسامح" و " التعايش"  "سبقنا الغرب في كذا و علينا أن نسبقه ( اللحاق بالغرب " ( - يلتزم الدعاة الصمت تجاه قضايا الأمة عموما . أو يتعاملون معها بطريقة انتقائية ،و عند التأمل البسيط نجد أن هذه المواقف تعبر عند التأمل عن موقف النظام الممول للقناة التي يظهر

المؤامرة !!!

صورة
من أغرب ما أسمع عن نظريات المؤامرة ، هو النظرية التي تقول أن هناك جهات تثيرنا ضد إسرائيل و الصهاينة و ضد المصالح الأمريكية ، و تثورنا ( من الثورة) لكي تبرر لأمريكا و إسرائيل التدخل ضد أنظمتنا"المسكينة" ، و تزيد التغلغل و  التحكم فينا ( كأن مستوى التحكم الموجود لا يكفيها ، و كأن تلك الأنظمة لا تنفذ أصلا سياسة الغرب في التعليم و الإقتصاد و الثقافة و السياسة ) .  و الحل المنطقي  حسب أصحاب هذه النظريات  و إن لم يصرحوا هو السلبية و النوم العميق ، فهذا أحسن طريقة لإفشال كل المؤامرات....  من يروج مثل هذه الأفكار  يقدم  بطريقة ساذجة خدمة مجانية لأعداء هذه الأمة و يصورهم على أنهم ألهة كل شيء يكون في مصلحتهم و بإرادتهم ، و أننا مجرد عبيد لا حول لنا و لا قوة ،و أن كل حركتنا تصب في مصلحتهم ، بالإضافة إلى أن نظريات المؤامرة تفترض دائما طرفا بريئا و هي الأنظمة السياسية العربية ، و طرفا متأمرا ، و هي الدول المعادية ، و لكنها تغض الطرف عن تأمر الأنظمة السياسية ضد شعوبها، عن التبعية المذلة التي تعيش فيها، كما أنها لا تعي أن كل ما يحدث من أحداث بخيرها و شرها ،  ستحاول دول الغرب احتوائه و

أحبك بالفصحى ...

صورة
هذه كلمات كتبتها في رأس السنة الميلادية ـ هي نوع من الإحتجاج و المشاعر التي انتابتني حين خرجت في  حي أكدال في هذه الليلة و  شممت رائحة الخمور في الشارع ... فأصابتني حسرة و نزفتها .. كلمات ... أحبك بالفصحى لأن الحب في زماننا أضحى يعاني من التغريب فقلبي لا يحب لغة الفرنجة و لا يحب أبدا و لا يتمنى بالفرنسية شيئا حبيب يا أمة أعياها السبات تركت النور و تبعت الفتات أليس في القوم حكيم أريب ذكرى الميلاد و وهم الحياة موت الضمير في طول السبات عيد الخمور المريض الكئيب أحبك و إني و إني على العهد لازلت أغني لأن شابا في مثل سني إن دعا ربا كريما مجيب شهد الفتح و الأنوار دعائنا سيغير الأقدار لتشرق شمس رغم الليل الكئيب