المشاركات

مات البوطي رحمه الله ... لماذا أترحم عليه ...

صورة
سئلني بعض الإخوة لماذا تعاطفت مع الشيخ البوطي رحمه الله ؟ رغم عدم إنكاره لتجاوزات النظام  في سوريا ؟ وهذا الجواب فرصة لتصحيح النظرة إلى قضية صدع العلماء بالحق وموقفهم من الانظمة السياسية  فأجيب : أولا  لاشك أن   كتابات الشيخ البوطي كما كثير من العلماء "ثورية " بالمعنى الإسلامي الصحيح ، فمن يقرأ فقه السيرة ، أو نقض أوهام المادية الجدلية أو كبرى اليقينيات الكونية ، لا يشك في أن صاحبها يعتقد الإسلام و ينتمي له تماما و يميز بين الحق و الباطل، و تلك الكتب علمت الالاف المؤلفة من المسلمين بل و أدخلت غير المسلمين في الإسلام ، و ليس صاحبها مما يخفى عليه ما يقع ، فإن كان فعلا غير مخلصا ، و يحب السلطة و الجاه  فلماذا كتبها ؟، أليس في ممالئة العلمانية و فكر البعث تقرب للنظام أكثر الذي يجهر و يفتخر  بأنه علماني ، لماذا لا يكتب في ذلك بدل أن يكتب في إسقاط العلمانية، و يحطمها فكريا في كتبه ؟ فالعلماء  الذين لا ينكرون المنكر السياسي لا يقبلون أشكال المنكر الاخرى، فهم ليسوا متماهين معها بالعكس، بل هم أشد ثورية بهذا المعنى من كثير من "المعارضين " سياسيا.  والسؤال هنا، لماذا ينكرو

مختارات: غابة معمورة وسفن الجهاد ودار الصناعة

فوائد من الاستقصا : أين كانت تصنع سفن الجهاد التي اشتهر بها المغرب في الجهاد في الأندلس وضد النصارى؟ الجواب : في "دار الصناعة بسلا" قال الناصري في الإستقصا: "ﻭﺩاﺭ اﻟﺼﻨﺎﻋﺔ اﻟﻤﺬﻛﻮﺭﺓ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺨﺒﺮ ﻫﻲ اﻟﺪاﺭ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺼﻨﻊ ﺑﻬﺎ اﻷﺳﺎﻃﻴﻞ اﻟﺒﺤﺮﻳﺔ ﻭاﻟﻤﺮاﻛﺐ اﻟﺠﻬﺎﺩﻳﺔ، ﻳﺠﻠﺐ ﺇﻟﻴﻬﺎ اﻟﻌﻮﺩ ﻣﻦ ﻏﺎﺑﺔ اﻟﻤﻌﻤﻮﺭﺓ، ﻓﺘﺼﻨﻊ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﺛﻢ ﺗﺮﺳﻞ ﻓﻲ اﻟﻮاﺩﻱ ﻭﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ اﻷﻣﺮ اﻟﻤﻬﻢ ﻓﻲ ﺩﻭﻟﺔ اﻟﻤﻮﺣﺪﻳﻦ ﺣﺴﺒﻤﺎ ﺳﻠﻒ، ﻗﺎﻝ ﻓﻲ اﻟﺠﺬﻭﺓ:  ﺩاﺭ اﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ﺑﺴﻼ ﺑﻨﺎﻫﺎ اﻟﻤﻌﻠﻢ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ اﻟﺤﺎﺝ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺇﺷﺒﻴﻠﻴﺔ، ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ اﻟﻌﺎﺭﻓﻴﻦ ﺑﺎﻟﺤﻴﻞ اﻟﻬﻨﺪﺳﻴﺔ، ﻭﻣﻦ ﺃﻫﻞ اﻟﻤﻬﺎﺭﺓ ﻓﻲ ﻧﻘﻞ اﻷﺟﺮاﻡ ﻭﺭﻓﻊ اﻷﺛﻘﺎﻝ ﺑﺼﻴﺮا ﺑﺎﺗﺨﺎﺫ اﻵﻻﺕ اﻟﺤﺮﺑﻴﺔ اﻟﺠﺎﻓﻴﺔ" علم الحيل الهندسية هو الإصطلاح العربي لعلم "الميكانيك".   غابة معمورة التي أصبحت الأن  متنزها ، و"التهمها"  التوسع العمراني ، كانت مصدر الخشب الذي تصنع بها سفن الجهاد للدفاع عن الحق في المغرب. والمسلمون المغاربة  كانوا يعتمدون في صناعتهم على أنفسهم لا على غيرهم. وكانوا روادا في علوم زمانهم. فهذه الغابة ودار الصناعة هي ليست مجرد اثار ومحميات، بل لها معاني

مختارات: نبل امام

بينما يتحلل بعض الرجال المنتسبين إلى الدين من مسؤولياتهم في الإنفاق على ابنائهم، انظروا إلى هذا العالم الجليل ينفق على من نسب له زورا !! قال ابن كثير في البداية والنهاية: أَحْمَدُ بْنُ مَهْدِيِّ بْنِ رُسْتُمَ الْعَابِدُ الزَّاهِدُ، أَنْفَقَ فِي طَلَبِ الْعِلْمِ ثَلَاثَمِائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ، وَمَكَثَ أَرْبَعِينَ سَنَةً لَا يَأْوِي إِلَى فِرَاشٍ. وَقَدْ رَوَى الْحَافِظُ أَبُو نُعَيْمٍ بِسَنَدِهِ عَنْهُ، أَنَّهُ جَاءَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَقَالَتْ لَهُ: إِنِّي قَدِ امْتُحِنْتُ بِمِحْنَةٍ، أُكْرِهْتُ عَلَى الزِّنَى وَأَنَا حُبْلَى مِنْهُ، وَقَدْ تَسَتَّرْتُ بِكَ وَزَعَمْتُ أَنَّكَ زَوْجِي، وَأَنَّ هَذَا الْحَمْلَ مِنْكَ، فَاسْتُرْنِي سَتَرَكَ اللَّهُ وَلَا تَفْضَحْنِي. فَسَكَتَ عَنْهَا، فَلَمَّا وَضَعَتْ جَاءَنِي أَهْلُ الْمَحَلَّةِ وَإِمَامُ مَسْجِدِهِمْ يُهَنِّئُونَنِي بِالْوَلَدِ، فَأَظْهَرْتُ الْبِشْرَ، وَبَعَثْتُ فَاشْتَرَيْتُ بِدِينَارَيْنِ شَيْئًا حُلْوًا وَجَعَلْتُ أُرْسِلُ إِلَيْهَا مَعَ إِمَامِ الْمَسْجِدِ كُلَّ شَهْرٍ دِينَارَيْنِ صِفَةَ نَفَقَةِ الْوَلَدِ، وَأَ

حول كرة القدم ...

صورة
بسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله و على أله و صحبه  عندما جهرت بعدم اهتمامي بنتائج مقابلات كرة القدم الوطنية منها و الدولية ، و أني أتعمد عدم مشاهدة المقابلات ،  قابل بعض الاصدقاء موقفي هذا بالاستغراب إن لم نقل الادانة ، و الحقيقة أني احب رياضة كرة القدم و الرياضة عموما و أمارسها بانتظام ، فأين المشكل ؟  لدي مشكل من "نظام" كرة القدم في البلاد العربية ، مع الجانب السياسي - الاقتصادي - المالي - التسويقي فيها ، أستطيع أن ألخص وجهة نظري في النقاط التالية :  -1)  الرياضة عموما و خصوصا ما أصطلح عليه ب" الرياضة الرسمية " و  منها كرة القدم بالنسبة للأمم و الدول معيار للتقدم الحضاري ، مظهر لقوة الصحة و  الابدان و التخطيط و الاتقان، فالامم حين تتفوق في مجال الحضارة و الصناعة  و البحث العلمي ، تترجم ذلك عبر منتخبات رياضية قوية يظهر فيها هذا التميز الحضاري ، فإذا كان لدينا منتخبات قوية في رياضات متعددة ، فهذا معناه أن لدينا شعب قوي و مؤسسات  و خبراء و جيوش قوية ... فهي واجهة  لقوة حضارية ، فهل ينطبق علينا هذا ؟  فهل هذا حالنا ؟   - 2) الانفاق في مجا

أفكار العودة و أعدائها

صورة
بسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله و على أله و صحبه  كل فكرة تفترض أعداء لها بشكل ضمني ، في منطقها ، قبل أن يصرح أصحابها بهم .. و إن لم يصل الامر إلى العداوة فهم على الاقل خصوم . و يشكل الحديث عنهم  جزءا قارا من الخطاب.  ففكرة العودة للسنة ، تفترض أن أعدائها  هم مسلمون مخالفون للسنة أي " مبتدعة " في نظرها ,, و فكرة العودة للقرأن ، تفترض أيضا أن خصومها ، هم مسلمون مفرطون في القرأن ...  و قليلو الصلة به... و فكرة العودة للعقل ، أو  العودة للمقاصد ، تفترض أن خصومها هم جامدوا الفهم ، متمسكون ب"حرفية النص" دون إدراك ل"مقصد التشريع"  و الغريب أن كل هاته الافكار ، لا تستطيع بحكم صياغتها ،أن تجرد عدوا من خارج المسلمين !!!  فالخصم دائما مسلم مقصر  في هذا الجزء الذي تركز عليه الفكرة .. تتطور الخصومة في المنطق الضمني للأفكار ، إلى تحميل الخصم مسؤولية تخلف الامة و انكساراتها ، فالمفرط في السنة أو القرأن أو العقل هو سبب الكوارث المتلاحقة ...  تتشكل مفاهيم السنة - القرأن - المقاصد لتأخذ معاني و صورة محددة في أذهان معتنقيها، فالسنة تعني الاقتدا

خواطر قديمة ...

صورة
ا علموا أن الحياة الدنيا لعب و لهو.... و في الاخرة عذاب شديد و معفرة من الله  و رضوان ، و ما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور " سورة الحديد 20 إذا تأمل الانسان حياته وفق حقائق هذه الآية ،  و اراد أن يضع  ما يفعله في حياته و مشاريعه الشخصية في هذا السياق و وضعها في حجمها ، فسيجد  أن ما يفعله هو جزء صغير في هذا السياق الذي يعد أضخم و أهم ما فيه هو الاخرة ، و أن الدنيا كلها تأخذ حجما صغيرا فما بالك بالجزء من الدنيا الذي تعمل عليه حاليا  ... كم هو و أحلامه الشخصية  صغير في هذه المنظومة ... فلا داعي لأن يحمل الانسان همه و ليتخفف منه و ليعمل في الدنيا و  ليفكر و يعمل أيضا فيما حقه التقديم و التفكير و الله أعلم " ما أصاب من مصيبة في الارض و لا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير ، لكي لا تاسوا على ما فاتكم و لا تفرحوا بما أتاكم و الله لا يحب كل مختال فخور، الذين يبخلون و يامرون الناس بالبخل   «  الامر في الابتلاء هو العطاء ، البلاء هو فرصة العطاء ... أن  الله يشق بك طريقا وسط الزحام ، و اي زحام في طريق الله ؟ الله ينصرك على كل الانام

ألغاز الخروج من اليأس

صورة
**حين لا تطيق الناس ... فأنت لا تطيق نفسك ... و حين لا تطيق نفسك ، فلأنك عصيت الله ... تب تنحل العقدة !! **تريد تغيير الظروف ؟ قد يكون هذا مفيدا و لكنك  في  كل حال وعاء إداركها و ألة التعامل معها .. فإذا كان مليئا بالغبار و الاوساخ فما الحل ؟ طهر نفسك ترتاح ... **الشقاء  في هذه الحياة هو نتيجة لفعل ... و الفعل خطورته الحقيقية ليست في الشقاء المؤقت الناتج عنه  .. و لكن في إثمه،  في نتيجته في الاخرة  في العذاب الدائم .. فإن أنت تحللت من نتائج الاخرة ، بالتوبة و الاستغفار ، و بدأت صفحة جديدة مع خالق الحياة ... فــأنت حينها حر طليق ، انطلق إذا، لن  يضرك الفعل السابق..... **قالها العارفون : الشكوى أنواع شكوى المسيء الجاهل ، يشكو من خالقه شكوى العادي ، يشكو الناس لخالقه شكوى العارف ، يشكو نفسه لخالقه ... اهرب منها إليه ... " ففرو إلى الله " **قالها العارفون : الذكر منشور الولاية ... ترى كيف يصدر هذا المنشور ،  و من يصدره ؟ و كيف يعفى صاحبه ؟ و من يقرأه و من يعرفه ؟ و من ينشره ؟ **من لم يعرف الحقيقة لم يعرف شيئا ... هي كذلك نسبة كل شيء متعلق بال