المشاركات

عرض المشاركات من أبريل, ٢٠١٣

سالي ، سالي ...

صورة
كثير منا يتذكر تلك السلسلة من الرسوم المتحركة المؤثرة ، سالي،  البنت الصغيرة السن التي أضحت يتيمة ، عزيزة قوم ذلت ، تحولت في لحظة إلى خادمة في مدرسة داخلية بعد أن كانت أميرة تلميذة فيها ، كم هو مؤثر تلك المشاهد عن قسوة مديرة المدرسة معها،  حين ترتكب إحدى التلميذات الشريرات خطأ ثم تلصقه بسالي المسكينة ظلما و عدوانا ، فينكسر قلبي سالي من الكلمات الجارحة و ربما الضرب،   وهي  لا تنطق ، و تمضي حزينة و الدمع في خديها  إلى بيتها الكئيب في القبو، حينها،  يبزع أمل في الليل ، حيث يأتي لها أحدهم ليلا_ و هي نائمة و دون أن تحس_ بطاولة فخمة عليها الأوان الذهبية مع وجبة عشاء فاخرة ، فتستيقظ على  هذه الطاولة و هذا العز،  و لكنه لا يدوم، ( كما هو حال الدنيا )،   حتى ينقرض بسرعة لتعود صباحا إلى حياة المعاناة المستمرة ، حينما تشاهد   تلك الحلقات مع ذلك النشيد الكئيب ، تمتلأ شفقة و حزنا على سالي ، و قد تبكي لحالها ، خلفت هذه السلسلة في نفسي بل في نفوس جيلي أثرا طيبا ، خصوصا حين نقارنها برسوم اليوم من البوكيمونات وعالم الديجتل و  أمثالها ، حيث أنها رسوم غير منطقية لا وجود فيها للدراما،   أو

كلمات .....

صورة
منذ سنوات قرأت كتاب الفوائد لابن القيم و صيد الخاطر لابن الجوزي و هي كتب رائعة فكرت أن أنسج على منوالها كلاما ، لعله ينفع الناس ...  إليكم هذه الكلمات... لا تغتر بزيادة العلم فإنما يراد بالعلم العمل. إذا كنت تبحث عن هوية فتكفيك " مؤمن " ، فهي عنوان، و جوهر، و مهنة ، و نظرة للحياة ، و برنامج عمل، و ميثاق تعامل، و بيان صمود، و إعلان حرب ( على الأهواء) ، و اتفاقية  تعاون ( مع الصالحين).  و دنيا و أخرة. اختر طريق الله لا يفوتك شيء.   أكثر من ذكر الله ، عسى أن لا تنسى أوامره. 

المرض النفسي بين النظرة الطبية و النظرة الأخلاقية

صورة
تقوم النظرة الطبية للمرض النفسي ( و هي نظرة مخالفة عن نظرة علم النفس )  على أمور يمكن إجمالها في الأمور التالية : يعرف المرض النفسي بأنه  كل تغير في الشخصية ( إدراكها ، تفكيرها،  سلوكها )  يؤدي إلى مشكل ذاتي أو خارجي،  أي كل تغيير  مضر  ، فيتم تصنيف هذا التغير في إحدى الأبواب و هذا هو التشخيص ( فهو ليس بحثا عن شيء جديد، بل إدراج في جداول معدة قبليا )  و من ثم تبدأ محاولة العلاج. و الحقيقة أن  الشخصية السوية ( الخالية من كل المشاكل النفسية)  نادرة،  إنما يحدد الطب النفسي دائرة الشخصية المرضية ابتداءا من وجود خلل نفسي يؤدي إلى ضرر مادي.  ينتج السلوك [ المرضي] بالنسبة لطب النفس  عن خلل بيولوجي ( خلل كمي أو كيفي في مواد في الجهاز العصبي )  و هو يختلف هنا عن علم النفس و النظرية السلوكية التي ترد   المشكل النفسي إلى الاوعي و الذكريات.....   و لذلك فمقاربة الحل في الطب النفسي هي أولا ،  التشخيص الصحيح ثم إعطاء العقاقير و العلاج المادي عموما. فالنظرة إلى  سلوك الإنسان " المريض"  في إطار التحليل الطبي هي نظرة  محايدة  تماما ، فإن قال مريض نفسي قولا أو فكرة ما ، فلا ينظ

من المجانين ...

صورة
ما ٍرأيكم في هذا المجنون , إنه يذكر الله جهارا بلا توقف , و يرسم على شفتيه ابتسامة عريضة دائما  , ها هو يختار أن يلبس البسيط من الثياب , و أن يأكل البسيط من الطعام , و ماله ينفق كل ما لديه دفعة واحدة , هل جن ؟  و ماله يرفض أن ينام , إلا قليلا مما يهجع ,و ماله من قلة النوم كالمخمور    ماله يهجر الفراش في وقت البرد , ألا يخشة على نفسه، ألا يرتاح و يريح من حوله و ماله يأخذه الغضب إذا رأى خطأ أو ظلما ؟ و ماله يتصرف كأنه سيموت غدا , ماله يستبق الخيرات و يعفوا عمن ظلمه , ماله يتطلع إلى التضحية بكل شيء في سبيل الله  ما أصابه في وجهه و تحت عينيه ؟  قد حفر  خطين تحت عينيه ماله لا يحب الإستهلاك , و يبغض الكلام عن السيارات و المتع و كل ما يصل إلى الدنيا , و يفضل ذكر الصالحين و مناقبهم  لماذا يقاطع تلك المنتجات  ؟  لماذا يتذلل للخلق ؟ , لماذا يتواضع لمن هم أقل منه مركزا , لماذا يجالس المساكين ؟  لماذا تحس في كلامه دائما حسرة كبيرة على حال الأمة ,  لماذا في عينيه بريق و أمل ؟ لماذا يتورع عن الحرام حتى و لو تضور جوعا ، لماذا على عزوبيته لا يزني ،و على حاجته لا ي

جدتي

صورة
جدتي من أمي كانت امرأة بسيطة , يحكى عنها أنها كانت لا تؤذي أحدا , و كانت تكرم ضيفها , و لا تحمل لأحد ضغينة , كما أنها كانت صبورة تحتمل أذي جدي و عائلتنا عموما , جدتي توفت و أمي تبلغ بضع سنين , فلا حتى أمي تذكر وجهها و ما تعرفه عنها مثل ما أعرفه ,ما روي لنا . قصتها معنا لم تنتهي عند موتها, لقد ماتت رحمها الله و هي نفساء بعد أن توفي ولدها في يومه السابع , توفت في العاشر من رمضان و قد كان قلبها امتلأ حسرة على ابنها , و هي بطبعها كانت كما يروى لنا صبورة محتسبة لم تبد سخطأ غير دموع الرحمة بابنها  غير مرة رأها أفراد من عائلتي في رؤيا تأتي في وقت و لغاية , بثوبها الأبيض , و هي تحمل ابنها و توصيهم ... في أحد هذه الرؤى , زارات منزل العائلة , و هي على الشكل الموصوف , طرقت الباب , و لم ترد الدخول و قالت لمجيبها , قل لأهل البيت , إنهم لن يأخذوا من الدنيا غير هذا , و أشارت إلى نصف أصبعها , و كررتها ثلاث , أوصيكم خيرا بابنتي , و كررتها ثلاث  و في أخرى رأتها خالتي عندما كانت مريضة , و هي تدخل سردابا طويلا و نهرتها عن متابعتها  لعله سفر الأخرة الذي لم يحن بعد موعده لخالتي ( أسأل الله أن يطيل عمرها